سيد عبدالسلام استاذ دكتور تربية النبات: «مريوط الثوري» قادر على تحقيق الاكتفاء من الفول البلدي.. بشرط !

نجحت الكوادر البحثية في مصر مؤخرًا، في استنباط أصناف جديدة من الفول البلدى تنتج حوالي 18 إردبًا في الفدان، بدلًا من 9 أرادب في الأصناف القديمة وهذا الصنف الثورى يطلق عليه «مريوط 2»، والذى تجود زراعته في أراضي الوجهين القبلى والبحرى والأراضى الصحراوية الجديدة على السواء، التى تعد البيئة الأفضل والمناسب لزراعة هذا الصنف من الفول البلدي.. هذا ما كشف عنه الدكتور سيد عبد السلام أستاذ تربية النبات المتفرغ ووكيل شعبة البيئة والمناطق الجافة السابق بمركز بحوث الصحراء فى تصريحاته لـ«الأهرام التعاوني».

يقول الدكتور سيد عبد السلام، إن هذا الصنف الثورى قادر على تحقيق مصر الاكتفاء الذاتى من الفول البلدي، بشرط أن يتم زراعة مساحة 150 ألف فدان على الأقل، مضيفًا أن هذا الصنف بدأت الأبحاث تعمل عليه منذ سنوات طويلة حتى خرج للنور بهذه الصفات والتميز، وأنهم بدأوا برنامج التربية له سنة 1995 والتى استمرت الدراسات العلمية مع فريق الباحثين المتعاونين، لأكثر من 6 سنوات متواصلة وتحت ظروف الأراضى الصحراوية، ونجحوا فى استنباط الجيل الأول والثانى والثالث وتم إنتاجه فى محطة بحوث مريوط، التابعة لمعهد بحوث الصحراء وهناك مريوط 1 ومريوط 3 ولكنه لم يتم الانتهاء من تسجيلهما حتى الآن.

ويؤكد أستاذ تربية النبات بمركز بحوث الصحراء قائلًا: «انتهينا من العمل فى مريوط 2 فى عام 2008 بعد أن ثبت تفوقه ويلائم البيئة الصحراوية وتم زراعته تحت ظروف المطر فقط فى أراضى جافة فى محطة مريوط فى معدل مطر من 150 إلى 200 ملى وأعطى نتائج جيدة وهو ما جعلنى أقدمه كصنف جديد من الفول عالى الجودة والإنتاجية عملاق يصل ارتفاع النبات فيه لأكثر من مترين وبالفعل تحقق ذلك فى عام 2008 للجنة تسجيل أصناف الحاصلات الزراعية والتى غالبا ما تتم من خلال اختبارات خاصة بإنتاج الأصناف لأى مربٍ يرغب فى تسجيل الصنف الذى قام بإجراء أبحاثه العلمية عليه، وتم اختباره عن طريق بعض المعاهد فى مركز البحوث الزراعية وثبت أن إنتاجيته تتماشى مع الأصناف العادية وتفوق تحت ظروف المطر».

ويتابع قائلًا: «كان أفضل الأصناف إنتاجية حيث بلع 14٫2 إردب للفدان وهى إنتاجية مرتفعة حيث ان متوسط الإنتاجية فى هذا العام 9،2 للفدان وكان هناك تفوق حوالى 40% وبعد تقييم الصنف تم عمل بصمة وراثية له حتى لا يتم استغلاله من آخرين ويصل إنتاجه الآن الى 18 إردب ف عبد السلام ويعتبر صنف الفول البلدى الجديد مريوط 2 تم استنباطه كنوع هجين من صنفين مصريين للفول البلدى وبعد اجراء الأبحاث العلمية علية لمدة 6 سنوات تقدمت لوزارة الزراعة لتسجيل الصنف الجديد لبدء توزيعه على المزارعين والتوسع فى زراعته خاصة وانه يصلح لأراضى الاستصلاح الجديدة لتوفيره فى مياه الرى والعائد الاقتصادى له مرتفع ويزيد من نسبة الأزوت فى التربة».

ويلفت إلى قيام معهد بحوث أمراض النبات بعمل تقييم له ضد الأمراض، مثل مرض التبقع البنى وأمراض الأصداء وعفن الجذور وأمراض الذبول وثبت أن هذا الصنف مقاوم للأمراض كلها، وبعد ذلك تم عمل تقييم للحشرات وثبت أن نسبة الإصابة بالحشرات أقل من 5% وتم عمل تقييم اقتصادى وأثبت جودة نتائجه عن الأصناف الأخرى ثم تقديم هذه النتائج لوزير الزراعة وتم اعتماده من الأصناف التجارية المستعملة وبعد ذلك من حماية الصنف فى مكتب الحماية بالإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، وكذلك فى شهادة الحماية يكون حق المربى حتى تم اعتماده وتسجيله كصنف جديد يزرع لأول مرة بالقرار الوزارى رقم 563 لسنة 2014 وصدرت له شهادة حماية صنف نباتى رقم140 بالقرار الوزارى رقم2093بتاريخ 9/12/2014.

وعن أفضل الأراضى الزراعية التى تجود فيها زراعة صنف مريوط2 داخل مصر، يقول الدكتور سيد عبد السلام، إن الفول يوجد فى معظم أراضى الجمهورية عدا الأراضى المالحة أو المتأثرة بالملوحة، موضحًا أن مصر لديها مشاكل فى استهلاك المياه ومعدل استهلاكه من المياه من حوالى 150: 200 ملى حسب نوعية الأرض بمقارنه بمحصول القصب 6 الاف متر مكعب والقمح 4 الاف متر مكعب ولذلك فهو من المحاصيل المتميزة والموفرة التى انصح كل فلاح بزراعتها إضافة للخصوبة الزراعية العالية التى يقوم محصول الفول البلدى داخل الاراضى الزراعية.

ويؤكد أن هناك إقبال متزايد على زراعة صنف مريوط 2 فى الفترة الأخيرة لاسيما مع التناول الاعلامى الذى حدث فى الحقول التى اعتمدت فى زراعتها على هذا الصنف سواء فى بنى سويف والفيوم فى الوجه القبلى وايضا القليوبية والدقهلية والشرقية وغيرها من المحافظات التى بدأت تطلب هذا الصنف تحديدا نظرا لكثافته العالية فى الانتاج ومقاومته الشديدة للآفات الضارة وهذا مايوفر له افضلية عن باقى الانواع والأصناف الأخرى من الفول البلدى أثناء عمليات الزراعة خاصة أن هذا الصنف متميز ومتجانس ولاتوجد به نباتات غريبة وثابت ويصل ارتفاعه إلى أكثر من 160سم، وغزير التفريع وهو صنف متفوق فى المحصول حيث تصل متوسط إنتاجيته إلى أكثر من 18 إردبًا للفدان الواحد تحت ظروف الرى الدائم ومن المعروف أن هذا الصنف تفوق فى العديد من المناطق الصحراوية وخاصة فى الأراضى الصحراوية الجديدة كما سبق واشرنا الى ذلك خاصة فى ظل محدودية المياه التى نعانى منها كما هو معروف بالإضافة لارتفاع أسعار الأسمدة الأزوتية ومستلزمات الإنتاج الزراعي.

ويوضح أن المرحلة القادمة، سوف تشهد توسعا كبيرا فى زراعه أصناف الفول البلدى الجديدة والمتفوقة والمتحملة للجفاف والمقاومة لظروف الاجهادات الإحيائية وغير الإحيائية، وطالب الدكتور سيد عبد السلام أستاذ تربية النبات المتفرغ ووكيل شعبة البيئة والمناطق الجافة السابق بمركز بحوث الصحراء المزارعين المقبلين على زراعة الفول البلدى صنف مريوط2 بتوفير العوامل الملائمة من اجل نجاح زراعة المحصول وضمان الحصول على الكثافة الإنتاجية العالية التى تنتظر من زراعة صنف مريوط 2 الفول البلدى ضرورة حرث الأرض وتهويتها جيدا وضمان تحقيق عوامل الصرف الجيدة وإعدادها جيدا لضمان عدم وجود عوائق لنمو نبات الفول البلدى ولذلك نوصى بضرورة الزراعة فى النصف الأول من أكتوبر فى محافظات سوهاج وقنا وأسوان وفى النصف الثانى من أكتوبر فى محافظات أسيوط والمنيا وبنى سويف والفيوم والجيزة وفى محافظات الوجه البحرى تتم الزراعة فى النصف الأول من شهر نوفمبر ويؤدى التبكير أو التأخير عن هذه المواعيد إلى تعرض المحصول إلى الإصابات الحشرية والمرضية والإصابة بالهالوك وزيادة نسبة تساقط الأزهار وفقد نسبة كبيرة من المحصول وانصح بضرورة الحرص على المواعيد المقررة للحد من النشاط الحشرى والمرضيوبالتالى الحد من استخدام المبيدات الحشرية والفطرية الامر الذى يخفض من تكلفة الإنتاج ويقلل حدة التلوث البيئي.

ويضيف أنه يكفى فى صنف مريوط 2 من الفول البلدى زراعة 30 كجم للفدان الواحد نظرا للإكثار الخضرى الذى يتمتع به هذا الصنف وارتفاع اشجاره لمترين وهو مالايوجد فى الأصناف البلدية الأخرى متوسطة الحجم حيث تتطلب الزراعة بنحو 60 كجم للفدان الواحد مع إنتاجية أقل وجودة أقل ومقاومة أقل وهذا ما يوفر عنصر الطلب على صنف مريوط 2 فى الفترة الأخيرة ويصل سعر الكيلو لأكثر من 20 جنيهًا وقد يصل لأكثر من 50 جنيهًا فى بعض الحالات حسب توفر كمية التقاوى الجيدة من هذا الصنف.